روبرت أوبنهايمر: الرجل الذي صنع القنبلة الذرية
روبرت أوبنهايمر عالم فيزياء نظري أمريكي، اشتهر بقيادة مشروع مانهاتن الذي أنتج أول قنبلة نووية في العالم. ولد في مدينة نيويورك عام 1904، ودرس الفيزياء في جامعة كاليفورنيا، بركلي، حيث حصل على درجة الدكتوراه عام 1927. بعد ذلك، عمل كباحث في الفيزياء النظرية في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
في عام 1942، تم تكليف أوبنهايمر بقيادة مشروع مانهاتن، الذي كان مشروعًا سريًا لتصنيع أول قنبلة نووية. فكان مديرًا ناجحًا للمشروع، وتمكن من تصنيع القنبلة النووية في زمن قياسي. تم استخدام القنبلة النووية لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، وعندما أسقطت الولايات المتحدة قنبلة على هيروشيما وناكازاكي في اليابان، تسببت في مقتل أكثر من 200 ألف شخص، فكانت السبب الرئيس في إنهاء الحرب العالمية الثانية.
بعد الحرب، أصبح أوبنهايمر من أشد المدافعين عن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. كما عمل على إنشاء برنامج الطاقة النووية في الولايات المتحدة، وكان رئيسًا للجنة الطاقة الذرية الأمريكية من عام 1947 إلى عام 1954.
في عام 1954، تم اتهام أوبنهايمر بعدم الولاء للولايات المتحدة بسبب علاقاته السابقة بالحزب الشيوعي. تم رفع الاتهامات عنه، لكنه لم يعد إلى منصبه كرئيس للجنة الطاقة الذرية. توفي عام 1967 عن عمر ناهز 62 عامًا.
يعتبر أوبنهايمر شخصية مثيرة للجدل، لكنه يُنظر إليه أيضًا على أنه أحد أعظم العلماء في القرن العشرين. لقد كان مسؤولًا عن تطوير القنبلة النووية، لكنه كان أيضًا من أشد المدافعين عن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. إن قصة أوبنهايمر هي قصة عبقرية علمية، ومسؤولية أخلاقية، وصراع بين العلم والسياسة.
نتائج اختراع أوبنهايمر للقنبلة الذرية كانت عميقة وطويلة الأمد. لقد غيرت القنبلة الذرية طبيعة الحرب، وأدت إلى سباق تسلح نووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. كما أدت القنبلة الذرية إلى ظهور حركات سلام نووية في جميع أنحاء العالم. إن قصة أوبنهايمر هي تذكير بالقوة الهائلة للعلم، ومسؤولية العلماء عن استخدام العلم للأغراض الصالحة.
