العيش على كُلِّ حال: فلسفة الحياة وسط التناقضات
قبل سنوات، عندما قرأت لأول مرة كتاب “على كُلِّ حال” لمؤلفه كينت إم. كيث، كنت أتطلع إلى إيجاد معاني عميقة وسط فوضى الحياة اليومية. هذا الكتاب، الذي كان بمثابة دليل فلسفي روحي، ألهمني وأعاد تشكيل رؤيتي للعالم بشكل من الأشكال، وجعلني أحرص على ترجمته للعربية عبر دار شفق. مؤخراً، عدت لقراءته من جديد، ووجدت فيه نفس الإلهام، إن لم يكن أكثر.
إحدى الوصايا التي بقيت في ذهني هي: “الناس غير منطقيين ولا تهمهم إلا مصلحتهم… أحببهم على كل حال!” كم من مرة شعرنا بالإحباط من تصرفات الآخرين، وشعرنا بأن العالم من حولنا مليء بالتناقضات والأنانية؟ ولكن الحب غير المشروط، الحب الذي لا يتطلب من الآخر أن يكون مثالياً، هو ما يجعل حياتنا أكثر معنى. يقول كيث: “الحبُّ يولِّد الحبَّ” وبهذه البساطة يمكننا أن نغير العالم من حولنا.
الوصية الأخرى التي ألهمتني هي: “لو قمت بعملٍ صالحٍ، سيتهمك الناس بالعمل لدوافع أنانية خفية… اعمل صالحًا على كل حال!” في مجتمعنا، قد نجد أنفسنا أحياناً مستهدفين بالشك والاتهامات عندما نحاول أن نفعل الصواب. لكن الأفعال الطيبة لا تحتاج إلى تبرير أو تصديق من الآخرين. ما يهم هو النية الصادقة والشعور بالرضا الداخلي الذي يأتي من العمل لأجل الخير.
“الخير الذي تفعله اليوم، سوف يُنسى غدًا… افعل الخير على كل حال!” هذه الوصية تعلمنا أن نكون مخلصين لأعمالنا الجيدة دون انتظار الثناء أو التقدير. فالعالم قد ينسى، لكننا سنظل نشعر بالقوة الداخلية والسعادة لأننا كنا جزءاً من شيء أكبر، شيء خير.
الوصايا العشر التي قدمها كيث هي دعوة لنا للعيش بصدق، وللبحث عن المعنى في حياتنا حتى وسط الفوضى والتناقضات. “الناس بحاجة ماسة للمساعدة، لكنهم قد يؤذونك لو مددت لهم يد العون… ساعدهم على كل حال!” هذه الوصية تذكرنا بأهمية الاستمرار في مساعدة الآخرين رغم الجروح التي قد نتعرض لها، لأن فعل الخير بحد ذاته مكافأة.
أصدقائي، قراءة كتاب “على كُلِّ حال” كانت ولا تزال تجربة ملهمة، تذكرني دوماً بأن الحياة، رغم تناقضاتها وصعوباتها، تستحق أن نعيشها بشجاعة وحب وصدق. فلنعمل معاً لنجعل عالمنا مكاناً أفضل، على الرغم من كل التحديات.
لنحب على كل حال، ولنساعد على كل حال، ولنعمل الخير على كل حال.
تحياتي