الاتزان الحياتيالاتزان الفكريكتب

تعب القرار: هل تشعر بالإرهاق من كثرة الخيارات؟

أثناء قراءتي في كتاب “فن الحياة الجيدة” لرولف دوبلي، مرَّ عليَّ مصطلح “تعب القرار”. في البداية، ظننت أنه مجرد مصطلح آخر يضاف إلى قائمة المصطلحات المتفذلكة التي نسمعها بين حين وآخر. لكن، كلما تعمقت في القراءة، وجدت أن هذا المفهوم حقيقي وليس غريبًا عليَّ تمامًا. في الحقيقة، إنه يشبه كثيرًا ما نشعر به عندما نجد أنفسنا أمام قائمة طويلة من المهام والقرارات التي يجب أن نتخذها في يوم واحد.

غلاف كتاب فن الحياة الجيدة

تخيل نفسك تبدأ يومك بنشاط وحماس، ثم تجد نفسك بعد ساعات قليلة قد استنفدت كل طاقتك على قرارات صغيرة مثل: ماذا تأكل للفطور؟ أي طريق تسلك للعمل؟ هل ترد على البريد الإلكتروني الآن أم تؤجله؟

تبدأ الأمور بالتعقيد عندما تتراكم القرارات. فجأة تجد نفسك غير قادر على اتخاذ قرارات بسيطة، وتتمنى لو أن أحدهم يتخذها بالنيابة عنك. شعور تعب القرار يمكن أن يجعلنا نشعر بالضياع والارتباك.

“إذا لم تحدد أولوياتك، فستحددها الظروف بدلا عنك.” – جيم رون

أثناء استمراري في القراءة، أدركت أن تعب القرار لا يتعلق فقط بعدم القدرة على اتخاذ القرارات الكبيرة، بل يمتد الإرهاق حتى إلى القرارات اليومية البسيطة بسبب استنزاف طاقتنا. أحد الحلول التي يقترحها دوبلي هو تبسيط الحياة قدر الإمكان لتجنب تعب القرار. قد يكون ذلك بتحديد روتين يومي أو تقليل عدد الخيارات المتاحة.

“البساطة هي الأسمى في التطور.” – ليوناردو دا فينشي

في النهاية، فهمت أن تعب القرار ليس مجرد مصطلح في كتاب، بل هو واقع نعيشه جميعًا بشكل أو بآخر. يمكننا التغلب عليه من خلال التنظيم، وتفويض المهام، وأخذ فترات راحة منتظمة. الأهم هو أن ندرك متى نشعر بهذا التعب ونعطي أنفسنا مساحة للتنفس والاسترخاء.

“الراحة ليست كسلًا، بل هي تجديد للنشاط.” – جون لوبوك

باختصار، تعب القرار هو تلك اللحظة التي تشعر فيها بأنك استنفدت كل طاقتك في التفكير، وترغب في الهروب إلى مكان بعيد بعيدًا عن كل تلك الخيارات والقرارات.

تعلم أن تكون لطيفًا مع نفسك، واحرص على تبسيط حياتك لتجنب هذا التعب قدر الإمكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى