الاتزان الحياتيالاتزان الروحيالاتزان الفكريالذكاء العاطفيالوعي الذاتيروحانيفكريفلسفة

فكر جيداً، تعش سعيداً

قرأت اليوم قصة جميلة في كتاب “فكر جيداً، تعش سعيداً” للكاتب التركي زكربا إفيل أوغلو مست شيئاً في داخلي. القصة تحكي عن رجل كان يقضي لياليه في ذكر الله، يكرر “يا الله، يا الله” من قلبه، حتى بدأت تراوده الشكوك. وسوس له الشيطان: “أنت تدعو منذ زمن طويل ولم تسمع جواباً. ربما لست أهلاً لهذا!”

تأثر الرجل بهذه الوساوس وتوقف عن الذكر، ونام وقلبه مثقل باليأس. في منامه، زاره الخضر عليه السلام وسأله: “لماذا توقفت عن ذكر الله؟” فأجابه الرجل بحزن: “كنت أذكر الله كثيراً ولم أسمع رداً، فظننت أنني لست أهلاً.” ابتسم الخضر وقال له شيئاً غير كل تفكيره: “يا أخي، نداؤك لله هو نفسه إجابته لك. فالله لا يلهم الذكر إلا من أحبه.”

عندما تأملت في هذه القصة، أدركت كم نحن أحياناً نخطئ في فهم علاقتنا مع الله. نظن أننا نقدم شيئاً وننتظر مقابلاً فورياً، كأننا في معاملة تجارية! لكن الحقيقة أجمل من ذلك بكثير – الذكر نفسه هو النعمة الكبرى. عندما تجد نفسك قادراً على قول “يا الله”، فهذا يعني أن الله قربك منه وفتح لك الباب.

في لحظات الذكر هذه، ربما لا ندرك أن توجهنا إلى الله ليس مجرد فعل نقوم به من تلقاء أنفسنا. هو في الحقيقة استجابة لدعوة من الله نفسه. يوقظ الله القلوب التي يحبها فتبدأ في البحث عنه والتقرب إليه.

حتى مشاعر الخوف التي تنتابنا أحياناً من أننا غير مستحقين، هي في الواقع علامة جميلة على حساسية القلب ورقته. كما أن المشاكل والصعوبات التي نمر بها في حياتنا، هي في الحقيقة دعوات لطيفة من الله لنعود إليه.

تعلمت من هذه القصة درساً مهماً: لا ينبغي أن نتوقف عن الذكر أبداً. حتى لو شعرنا أن دعاءنا لا يُستجاب، فإن القدرة على الدعاء نفسها نعمة كبيرة. عندما نقول “يا الله”، فهذا يعني أن الله يسمعنا ويمنحنا فرصة القرب منه.

لذلك، دعونا نستمر في ذكر الله في كل أحوالنا – في الفرح والحزن، في الشدة والرخاء. كل “يا الله” نقولها هي خيط نور يربطنا بالسماء، وكل ذكر، مهما بدا بسيطاً، هو علامة على محبة الله لنا.

وفي النهاية، ربما نفهم أن الإجابة التي كنا ننتظرها كانت دائماً في متناول أيدينا – في قدرتنا على الذكر نفسه.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى