أخلاقيالاتزان الاجتماعيالاتزان الحياتيالاتزان الروحيالذكاء العاطفيالوعي الذاتيروحانيفكريفلسفة

حين يغتابك الآخرون… احتفل بالغنيمة الباردة!

توقف للحظة. نعم، أنت! توقف عن شعورك بالغضب أو الحزن عندما تسمع أن هناك من يغتابك. الآن تخيل هذا المشهد: شخص ما يجلس بعيدًا عنك، يستهلك طاقته، ويحرك لسانه ليتحدث عنك بسوء. ماذا يحدث في تلك اللحظة؟ حسناته تنتقل إليك، وسيئاتك تنتقل إليه. إنها معادلة ربانية عادلة تجعلك أنت الفائز دون أن تحرك ساكنًا.

وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة حين سأل أصحابه: “أتدرون من المفلس؟” قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: “إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار.”

الغنيمة الباردة ليست مجرد تعبير بل هي واقع. بينما يتحدث الآخرون عنك وينشغلون بك، أنت تجمع حسنات مجانية وكأنها هدية تُمنح لك دون عناء. هذه الغنيمة هي فرصتك لتعزيز صبرك وسموك الأخلاقي. فالذين يغتابونك، وإن كانوا يظنون أنهم ينالون منك، يمنحونك في الحقيقة مكافآت معنوية وروحية ترفعك دون أن يشعروا بذلك.

عندما تسمع أن هناك من يغتابك، لا تترك الغضب يسيطر عليك، بل حول هذا الموقف إلى فرصة للتأمل في قيمتك الحقيقية. تذكر أن الغيبة ليست سوى انعكاس لحالة المغتاب، وليست مرآة لقيمتك أنت. كل كلمة سيئة تُقال عنك هي في الحقيقة شهادة غير مباشرة على أهميتك، فلا تدعها تثقلك. ابتسم بثقة، احتسب الأجر، وركز على أهدافك. حياتك هي انعكاس لأفعالك ونواياك وليست انعكاسًا لأحاديث الناس.

فكر في الغنيمة الباردة ككنز خفي يمنحك فرصة للارتقاء، ليس فقط روحانيًا بل أيضًا على مستوى نضجك النفسي. تذكر أن كلما ارتفعت مكانتك، زاد حديث الناس عنك، وهذه سنة الحياة. لذا، عندما تسمع أن هناك من يغتابك، قل لنفسك بابتسامة: “شكرًا على الغنيمة الباردة!”.​​​​​​​​​​​​​​​​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى