كيف أصبح الانتباه المورد الأكثر تعرضًا للخطر في العالم

قرأتُ مقالا في مجلة “ذا نيويوركر” حول كتاب “نداء الحوريات: كيف أصبح الانتباه المورد الأكثر تعرضًا للخطر في العالم” للكاتب والمذيع كريس هايز. يستعرض هايز في هذا الكتاب كيف تحولت قدرتنا على التركيز إلى سلعة تُباع وتُشترى في العصر الرقمي، مما يؤثر سلبًا على تفاعلاتنا الاجتماعية وصحتنا النفسية.
يشير هايز إلى أن شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام تسعى باستمرار لجذب انتباهنا من خلال تصميم منصات وتطبيقات تهدف إلى إبقائنا متصلين ومشتتين. هذا السعي الدؤوب أدى إلى تشتت انتباهنا وتقليل قدرتنا على التركيز على المهام المهمة، مما يؤثر على إنتاجيتنا وعلاقاتنا الشخصية.

يستعرض الكتاب أيضًا التاريخ الطويل للقلق المجتمعي بشأن وسائل الإعلام والتقنيات الجديدة، مشيرًا إلى أن المخاوف السابقة قد تبدو مبالغًا فيها مقارنة بالتحديات غير المسبوقة التي نواجهها اليوم بسبب الطبيعة المتغلغلة للتكنولوجيا الرقمية في حياتنا اليومية.
يقترح هايز حلولًا على المستويين الفردي والجماعي. على المستوى الشخصي، ينصح بالعودة إلى قراءة الكتب المطبوعة وتقليل استخدام الهواتف الذكية لاستعادة قدرتنا على التركيز. أما على المستوى الجماعي، فيدعو إلى اتخاذ تدابير تنظيمية للحد من استغلال انتباهنا وتحويله إلى سلعة، مع الاعتراف بصعوبة تنفيذ مثل هذه السياسات في ظل النظام الحالي.
يقدم “نداء الحوريات” تحليلًا معمقًا لكيفية تأثير الاقتصاد القائم على جذب الانتباه على رفاهيتنا الشخصية وصحة مجتمعاتنا. يدعونا هايز من خلال هذا الكتاب إلى التفكير في عاداتنا الاستهلاكية الرقمية والنظر في تغييرات جذرية لاستعادة تركيزنا وبناء مجتمع أكثر توازنًا ووعيًا.