الجلوس المفرط: الخطر الصامت في حياتنا المعاصرة
“الجلوس هو التدخين الجديد“، هذه العبارة الصادمة التي أطلقها الخبراء في الصحة العامة تلخص بدقة الخطر المحدق بنا. في هذا المقال، سنتعمق في فهم لماذا أصبح الجلوس المفرط يُعتبر تهديدًا صحيًا يضاهي خطورة التدخين، وكيف يمكننا مواجهة هذا التحدي في حياتنا اليومية.
في عصرنا الحالي، أضحى الجلوس لساعات طويلة جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي. سواء أكنا نعمل أمام أجهزة الحاسوب، أم نشاهد التلفاز، أم نتنقل في وسائل المواصلات، فإننا نقضي وقتًا طويلاً في وضعية الجلوس. لكن هل تساءلنا يومًا عن الآثار الصحية لهذا السلوك الذي يبدو بريئًا ظاهريًا؟ وفقًا لتقرير حديث نشره موقع Better Health Channel، فإن الجلوس المفرط قد يكون خطيرًا على الصحة بقدر خطورة التدخين.
مخاطر الجلوس المفرط
- أمراض القلب:
- يعطل الجلوس لفترات طويلة الدورة الدموية ويرفع ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
- كشفت دراسة أن الرجال الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من 23 ساعة أسبوعيًا تزداد لديهم مخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 64% مقارنة بمن يشاهدونه لمدة أقل.
- داء السكري:
- يزيد الجلوس المفرط من مقاومة الجسم للأنسولين.
- يواجه الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة خطرًا أعلى بنسبة 112% للإصابة بالسكري.
- السرطان:
- تتزايد الأدلة على وجود ارتباط بين الجلوس المفرط وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الرئة والرحم والقولون.
- الاضطرابات النفسية:
- يرتبط الجلوس لفترات طويلة بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق.
- يؤثر فقدان الفوائد النفسية الناتجة عن النشاط البدني سلبًا على الصحة العقلية.
- الدوالي وجلطات الأوردة العميقة:
- يؤدي الجلوس الطويل إلى تجمع الدم في الساقين، مما قد يسبب الدوالي.
- في الحالات الخطيرة، قد يؤدي إلى تكوّن جلطات دموية (الخثار الوريدي العميق).
- ضعف العظام والعضلات:
- يؤدي الجلوس المفرط إلى ضعف عضلات الساقين والأرداف.
- يؤثر سلبًا على صحة العظام ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
إحصائيات مثيرة للقلق
وفقًا للمسح الصحي الوطني الأسترالي:
- أقل من 24.5% من البالغين (18-64 عامًا) يحققون المستويات الموصى بها من النشاط البدني.
- أقل من 10% من الأطفال (15-17 عامًا) يمارسون النشاط البدني الموصى به يوميًا.
كيف يمكنك الحد من مخاطر الجلوس؟
- زيادة الحركة في العمل:
- استخدام السلالم بدلاً من المصعد.
- أخذ استراحات قصيرة للمشي.
- استخدام مكاتب قابلة للتعديل للعمل وقوفًا.
- ممارسة الأنشطة اليومية:
- المشي أو ركوب الدراجة بانتظام.
- تنظيم اجتماعات أثناء المشي.
- تجنب الجلوس المطول أثناء أوقات الفراغ:
- القيام بتمارين خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز.
- استخدام تطبيقات أو أجهزة للتذكير بالحركة دوريًا.
- تحسين بيئة العمل:
- استخدام كراسٍ مريحة ومكاتب ذات ارتفاع مناسب.
- توفير مساحات للوقوف أو المشي أثناء العمل.
أهمية النشاط البدني للصحة العقلية
- تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق.
- يعزز النشاط البدني إفراز هرمونات السعادة (الإندورفين)، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية بشكل عام.
الخاتمة
في ضوء هذه المعلومات، يتضح أن تأثير الجلوس المفرط يمتد إلى جوانب متعددة من صحتنا الجسدية والعقلية. من الضروري أن ندرك هذه المخاطر ونتخذ خطوات فعالة لزيادة نشاطنا البدني اليومي. حتى التغييرات الصغيرة في روتيننا اليومي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحتنا على المدى الطويل.
تذكروا دائمًا: الحركة هي الحياة، والنشاط البدني هو مفتاح الصحة الجيدة جسديًا وعقليًا. فلنبادر اليوم باتخاذ خطوات إيجابية نحو نمط حياة أكثر نشاطًا وصحة.