حين يسكنك ثلاثة عشاق لمعرض الكتاب
بين شغف الكاتب وهاجس الناشر وتوق القارئ، تجدني أترقب #معرض_الكويت_الدولي_للكتاب بثلاث قلوب تخفق معاً. فكيف لي ألا أرتعش شوقاً وقد اجتمعت في كياني هذه الأرواح الثلاث؟
كناشر، تراودني الأحلام عن تلك الكتب التي حملتُ همّها من المخطوطة الأولى، ورافقتها في رحلة ميلادها حتى استوت على رفوف المعرض. كم من ساعات وأيام قضيتها أراجع حروفها، وأتأمل أغلفتها، وأحلم بلحظة لقائها بقرائها! ها هي الآن ستكون غدا في جناحنا، تتطلع إلى أيدٍ حانية تتصفحها، وعيون مشتاقة تتأمل عناوينها.
وككاتب، تختلج في صدري مشاعر لا توصف، وأنا أتخيل تلك اللحظة التي سألتقي فيها بمن قرؤوا كلماتي، وعاشوا مع حروفي، وحملوا أفكاري في قلوبهم. كم من نقاش سيدور، وكم من رؤية ستتبلور، وكم من فكرة ستولد من رحم تلك اللقاءات!
أما القارئ في داخلي، فيكاد يطير من الشوق إلى تلك الساعات التي سيقضيها متنقلاً بين الأجنحة، يستكشف العناوين الجديدة، ويلتقي بالكتّاب الذين طالما قرأ لهم، ويكتشف أصواتاً جديدة تستحق الاحتفاء. قائمة الكتب التي أعددتها تطول كل يوم، والميزانية التي رصدتها تتضاءل أمام شهية لا تشبع من الكتب.
غداً سأقف في جناحي كناشر، أراقب بفخر ثمار جهود عام كامل. وسأجلس للتوقيع ككاتب، أتشارك مع القراء لحظات لا تقدر بثمن. ثم سأنطلق كقارئ نهم، أبحث عن كنوز جديدة أضيفها إلى مكتبتي.
هي رحلة فريدة أن تكون ناشراً وكاتباً وقارئاً في آن واحد، تعيش المعرض بقلوب ثلاثة، وتتذوق بهجته من زوايا ثلاث.
هو موعد مع المتعة المركبة، حيث تمتزج فرحة الإنجاز بشغف الإبداع بلهفة الاكتشاف. وما أجملها من لحظات حين تجتمع فيك كل هذه الأرواح، تتناغم في سيمفونية ثقافية لا تتكرر إلا في معرض الكتاب!