الاتزان الاجتماعيالاتزان الحياتيالاتزان الفكريالوعي الذاتيعاطفيفكريفلسفة

كل شيء يحدث ليكمل لا ليعود

أُؤمن أن كل مرحلة في الحياة تأتي لتفعل ما خُلقت لأجله: أن تُشكّلنا، لا أن تُقيدنا.
أنا لا أعيش على أطلال الأمس، ولا أُعيد قراءة الرسائل القديمة بحثًا عن شعورٍ مرّ.
منذ زمن، تصالحت مع فكرة أن بعض الأشياء ليست خطأ لأنها انتهت، بل لأنها طُبعت على جبين الزمن كمجرد “مرحلة”.
مرحلة جميلة، مريرة، مدهشة… لكنها جميعا في النهاية عابرة.

أنا لا أبحث عن العودة.
الذي يعود هو العالق. وأنا لا أُحب التعلّق، لأنه شكل ناعم من أشكال الموت.
كل من عاد إلى شيء قديم، عاد أصغر مما كان حين غادره.
لأن الزمن لا يعيد ذاته في الغالب إلا من خلال الخسارة، لا من خلال النُضج.
والمراحل التي مضت، حتى إن كانت تُشبهنا في صورها، فهي لا تصلح لنا الآن كما نحن.
لقد تبدّلنا، وذاك التبدّل ليس عيبًا فينا، بل هو الدليل الوحيد على أننا أحياء.

المراحل لا تُعاد… بل تُستكمل.
وكل محاولة لإحياء الماضي تُفضي إلى أمرين لا ثالث لهما: تشويه الحاضر، أو خيانة الذات.
أن تكتمل، لا أن تلتفّ إلى الوراء، هو أصدق أشكال الوفاء لنفسك.
أن تنظر إلى الخلف بامتنان، لا بحنينٍ مفرط.
أن تقول: “شكرًا لما كان، لكني لم أعد أحتاجه”.

“في قلب كل شتاء ربيع يختلج، ووراء نقاب كل ليل فجر يبتسم.” – جبران خليل جبران

أنا شخص يعرف أن البدايات لا تُنسخ، وأن الراحلين لا يعودون بنفس الملامح، وأن بعض النهايات ليست قسوة، بل عناية ربانية مُقنّعة.

الحياة لا تمضي بنا كما نمضي في نزهة…
إنها تعلمنا أن كل فصل، كل شخص، كل حكاية، كانت جزءًا ضروريًا من حكايتنا،
ثم تمضي.

“الراحلون لم يُخطئوا، والماضون لم يُقصّروا… فقط كانوا لحظة من زمنك، لا أكثر.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى